الخوف من العمليات مالهوش مكان في عيادة د/محمد عبدالباري
Apr, 29 2025
1164 مشاهدة

تُعد زغللة العين من الأعراض البصرية الشائعة التي قد تواجه الكثير من الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم. قد تظهر فجأة أو تدريجيًا، وتؤثر على وضوح الرؤية وجودتها، مما يسبب إزعاجًا في أداء الأنشطة اليومية مثل القراءة أو القيادة أو استخدام الشاشات.

ورغم أن زغللة العين قد تكون في بعض الأحيان نتيجة لإجهاد بسيط أو قلة النوم، إلا أنها في أحيان أخرى قد تشير إلى مشكلات صحية تتطلب تدخلاً طبيًا، مثل اضطرابات النظر أو أمراض الشبكية أو حتى مضاعفات مرض السكري. في هذا المقال، نناقش أهم أسبابها، وطرق تشخيصها، وكيفية علاجها والوقاية منها بشكل فعّال.

ما هي زغللة العين؟

فتاه تعاني من زغللة العين

زغللة العين هي حالة تُوصف بعدم وضوح الرؤية أو تشوشها، حيث يرى الشخص الأشياء وكأنها ضبابية أو غير واضحة التفاصيل. قد تصيب زغللة العين إحدى العينين أو كلتيهما، وقد تظهر بشكل مفاجئ أو تدريجي، وتكون مؤقتة أو دائمة حسب السبب.

في بعض الحالات، تُرافق زغللة العين أعراض أخرى مثل الصداع، الدوخة، أو حساسية الضوء، مما يجعل من الضروري معرفة السبب الأساسي وطلب الاستشارة الطبية.

تُعد زغللة العين عرضًا شائعًا، وقد ترتبط بأسباب بسيطة مثل إرهاق العين أو جفافها، كما قد تكون مؤشرًا على حالات صحية أكثر خطورة مثل ارتفاع ضغط العين، مشاكل الشبكية، أو اضطرابات عصبية. لذلك من المهم عدم إهمال هذا العرض خصوصًا إذا تكرر أو ترافق مع تغيرات مفاجئة في النظر.

اقرأ ايضا: أعراض لا تهملها تدل على نقص فيتامين ب 12

ما أسباب زغللة العين؟

أسباب زغللة العين

قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية (الاستجماتيزم)، كلها تسبب رؤية مشوشة وغير دقيقة

ضعف البصر غير المصحح بالنظارات أو العدسات يعد من أكثر أسباب زغللة العين شيوعًا

نقص الترطيب الطبيعي للعين يسبب تشوش الرؤية والشعور بوخز أو حرقان، خاصة بعد فترات طويلة من استخدام الشاشات

النظر لفترات طويلة إلى الأجهزة الإلكترونية أو القراءة دون راحة يرهق عضلات العين، ما يؤدي إلى زغللة مؤقتة

الصداع النصفي حيث تعتبر زغللة العين من الأعراض البصرية المصاحبة لنوبات الصداع النصفي، وقد تسبق الألم أو ترافقه

الإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم يسببان تغيّرات في الأوعية الدموية الدقيقة داخل العين، ما يؤدي إلى زغللة الرؤية التدريجية وقد يتفاقم مع مرور الوقت إذا لم يُضبط المرض

الاستخدام غير الصحيح للعدسات أو وجود مضاعفات بعد جراحات العين مثل الليزك قد يؤدي إلى زغللة مؤقتة

بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، أدوية القلب، أو مضادات الهيستامين، قد تسبب زغللة كأثر جانبي

اضطرابات عصبية مثل التصلب المتعدد أو السكتات الدماغية، حيث تؤثر على مراكز الرؤية في الدماغ أو الأعصاب البصرية

اقرأ ايضا: كيف تتعامل مع أعراض الصداع النصفي

كيف يتم تشخيص زغللة العين؟

يعتمد تشخيص زغللة العين على مراجعة التاريخ الطبي للمريض، وطبيعة الأعراض، والفحص السريري الدقيق للعين، إضافة إلى بعض الفحوصات الخاصة التي تساعد الطبيب في تحديد السبب بدقة. وفيما يلي أهم خطوات التشخيص:

اقرأ المزيد: تعرف على الصداع النصفي من 3 أعراض

التاريخ المرضي وتوصيف الأعراض

يسأل الطبيب عن توقيت بداية زغللة العين (مفاجئة أم تدريجية).

إن كانت الزغللة في عين واحدة أو كلتيهما.

وجود أعراض مصاحبة مثل الصداع، الدوخة، ألم العين، أو ازدواج الرؤية.

الأمراض المزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

استخدام الأدوية أو التعرض لإجهاد بصري.

اقرأ ايضا: كيف تتعامل مع ارتفاع ضغط الدم

فحص النظر الأساسي

يشمل قياس حدة البصر باستخدام لوحة الحروف، وفحص الانكسار لتحديد وجود قصر أو طول نظر أو استجماتيزم.

فحص العين باستخدام المصباح الشقي

يُستخدم لفحص القرنية، العدسة، السائل داخل العين، والتحقق من وجود التهابات أو عتامات قد تسبب زغللة الرؤية.

فحص الشبكية والعصب البصري

يتم عبر توسيع حدقة العين وفحص قاع العين باستخدام أدوات متخصصة، ما يساعد في تشخيص أمراض الشبكية أو مشاكل العصب البصري.

قياس ضغط العين

للكشف عن الجلوكوما (المياه الزرقاء)، وهي من الحالات التي قد تؤدي إلى زغللة تدريجية ومضاعفات خطيرة إن لم تُعالج مبكرًا.

اختبارات إضافية عند الحاجة

تصوير مقطعي للشبكية: لفحص طبقات الشبكية بدقة

تصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية: عند الشك بوجود سبب عصبي مثل التصلب المتعدد أو أورام الدماغ

اختبارات دم: للكشف عن أمراض جهازية كأسباب كامنة

طرق علاج زغللة العين

استخدام نظارات طبية مناسبة أو عدسات لاصقة

جراحة تصحيح الإبصار (مثل الليزك) في بعض الحالات

استخدام قطرات مرطبة دموع صناعية

تقليل فترات استخدام الشاشات

تجنّب المكيفات والهواء الجاف

في حالات السكري أو ارتفاع ضغط الدم، لا بد من ضبط مستوى السكر والضغط لتقليل المضاعفات على العين

في حال وجود التهاب في العصب البصري أو مشاكل بالشبكية، يتم وصف أدوية مناسبة مثل الكورتيزون أو إحالة المريض لطبيب أعصاب أو شبكية حسب الحالة

في حالات مثل انفصال الشبكية أو المياه البيضاء (الكتاراكت) قد يُوصى بإجراء جراحة لعلاج السبب وإعادة وضوح الرؤية.

اقرأ المزيد : اسباب اختناق عصب اليد

الوقاية من زغللة العين

إجراء فحص شامل للعين مرة واحدة على الأقل في السنة يساعد في اكتشاف أي تغيرات مبكرة في النظر أو أمراض العين الصامتة مثل المياه الزرقاء أو اعتلال الشبكية.

احرص على ارتداء النظارات الطبية أو العدسات الموصوفة بدقة، وتحديث القياس عند الحاجة.

خذ استراحات منتظمة عند استخدام الشاشات كل 20 دقيقة، انظر لمسافة 20 قدمًا، لمدة 20 ثانية.

اضبط إضاءة الغرفة لتكون مناسبة أثناء القراءة أو العمل.

استخدم قطرات مرطبة عند الشعور بالجفاف أو الحرقة.

ابتعد عن المكيفات المباشرة والبيئات شديدة الجفاف.

تناول أطعمة غنية بـمضادات الأكسدة مثل التوت والبروكلي وذلك للحفاظ على صحة الشبكية وعدسة العين.

حافظ على مستويات السكر والضغط والكوليسترول ضمن المعدلات الطبيعية.

راجع طبيبك بانتظام إذا كنت تعاني من السكري أو ارتفاع ضغط الدم لتفادي مضاعفاتهما على العين.

زغللة العين ليست مجرد عرض بسيط يمكن تجاهله، بل قد تكون إشارة مبكرة لحالة صحية تحتاج إلى تدخل سريع من الطبيب . من المهم الانتباه لأي تغيّر في وضوح الرؤية، خاصة إذا تكررت الزغللة أو ظهرت بشكل مفاجئ.

الاهتمام بصحة العين، وإجراء الفحوصات الدورية، واتباع نمط حياة متوازن، هي خطوات فعالة للوقاية من زغللة العين والحفاظ على رؤية واضحة وسليمة على المدى البعيد